عُثر على جثة موظفة في ويلز فارجو في مكتبها في تيمبي بولاية أريزونا بعد أربعة أيام دون أن يلاحظ أحد غيابها. وكانت الموظفة، دينيس برودوم (60 عامًا)، قد دخلت مبنى العمل أخر مرة عن طريق الماسح الضوئي صباح يوم 16 أغسطس، ولم يكن هناك ما يشير إلى أنها غادرت المبنى بعد ذلك حتى عثر عليها موظفو الأمن بعد أربعة أيام. وقد ذكرت السلطات أنه لا يوجد دليل على وجود شبهة جنائية، ولكن الظروف المحيطة بوفاتها تثير تساؤلات مقلقة حول العزلة ونقص التفاعل في بيئات العمل الحالية.
وقد أثارت وفاة برودوم مخاوف بشأن العواقب المحتملة للعمل عن بُعد وتناقص التفاعل الحضوري المباشر بين الزملاء. في أعقاب جائحة كورونا، تبنت العديد من أماكن العمل نماذج هجينة أو عن بُعد بالكامل، مما أدى إلى تحول كبير في كيفية تفاعل الموظفين مع بعضهم البعض. وعلى الرغم من أن هذه التغييرات وفرت المرونة، إلا أنها فرضت تحديات منها خطورة الشعور بالوحدة والانفصال عن مجتمع مكان العمل.
كما أن حقيقة أن برودوم لم يلاحظها أحد لمدة أربعة أيام تلقي بالضوء على حقيقة مقلقة مفادها إمكانية التغيب جسديًا في بيئة العمل الجديدة هذه، دون أن يلاحظ ذلك أحد. وتمثل هذه الحادثة جرس إنذار بأهمية الحفاظ على التواصل مع زملاء العمل، حتى في بيئة العمل عن بُعد أو في البيئة الهجينة. ورغم محدودية التفاصيل المتعلقة بوفاة برودوم، إلا أن هذه الحادثة تؤكد حاجة المؤسسات إلى معالجة ”جائحة الشعور بالوحدة“ التي ظهرت برفقة التغيرات في أنماط العمل.
يجب على أرباب العمل والموظفين على حد سواء النظر في كيفية تعزيز الشعور بالانتماء للمجتمع، وضمان عدم شعور أي شخص بالعزلة أو التجاهل. وتثير حالة برودوم أيضًا أسئلة أوسع نطاقًا حول طبيعة العمل الحديث. كيف يمكن لأرباب العمل والموظفين تحقيق التوازن بين المرونة والحاجة إلى تفاعلات منتظمة وهادفة؟ وما الذي يمكن فعله لمنع وقوع مثل هذه الحوادث المأساوية مستقبلًا؟
هذه الحالة بمثابة جرس إنذار لنا جميعًا لنكون أكثر وعيًا بضرورة التفاعل مع زملائنا وأن نطمئن على بعضنا البعض، خاصة في عصر لم يعد فيه التواجد البدني مضمونًا. ومع استمرار تطور أماكن العمل، من الضروري ضمان متابعة ورصد الموظفين من الأنظمة المصممة لدعمهم.